السلام عليكــم ورحمـة الله وبركاتــة ،،
يوجد الآن سؤال هام جداً يتردد في ذهن معظم الفتيات.. هل يؤدي
هذا الحب الذي نسمع عنه بين الجنسين
إلى الزواج؟!!
وأقول لك:
قد يؤدي هذا النوع من الحب إلى الزواج وإن كنا سنعرف بعد قليل
النسب المئوية المذهلة في حدوث
الزواج بهذا الحب ونسب النجاح والفشل لهذه الزيجات.
ولكن انظري أخيتي الغالية قبل أن تنخدعي إلى حديث النبي "صلى الله عليه وسلم " الذي يوضح فيه أحد
الشروط المهمة في الزواج.
قال رسول الله "صلى الله عليه وسلم" ((من استطاع منكم الباءة
فليتزوج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه
له وجاء)) (رواه البخاري في كتاب النكاح،باب من لم يستطع الباءة
فليصم
الاستطاعة) فالله سبحانه وتعالى هو الذي خلق الحب والميل بين
الجنسين، وهو سبحانه الذي وضع الإطار
المقبول لهذا الحب، وحدد له شرطاً وهو الباءة كما وضع الضوابط
والمحاذير التي تحفظ هذه العلاقة في
مسار الزواج تحت سمع وبصر الأهل.
ولكن ... حذار من السراب:
أنت الآن في سنوات الشباب الخضراء الجميلة، قلبك الصغير يبحث
عن الدفء، وعيناك البريئتان تفتشان
عن الفارس والجواد الأبيض.
أنت تشعرين بالظمأ؟! أليس كذلك؟! نعم ... بلا شك... وهذا شعور طبيعي وبشري.[/size]
فإذا دفعك هذا الظمأ لأن تمدي يدك إلى كأس الماء الحلال لترتوي،
فهذا حقك الفطري، ولكن إذا دفعك لأن
تمدي يدك إلى السراب، فاعلمي أن السعي وراء السراب لن يزيدك إلا عطش!!
((حب بدون استطاعة))... إنه السراب
((يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاء))(النور:39)
حذار أن تمدي يدي إلى السراب وإلا فلا تلومي إلا نفسك عندما
تنهال عليك خسائر الدنيا والآخرة!!
قائمة الخسائر في الدنيا ثقيلة:
خسارتك لسمعتك، احترامك لنفسك، ربما احترام الشخص لك، الذي كلما نال منك كلما قل ثمنك عنده...
قائمة الخسائر في الآخرة أشد:
لقاء الله تعالى بحمل مُضت من الذنوب بسبب علاقة لا يرضى عنها تعالى ولا يباركها.
قصة تتكرر كل يوم:
فتاة من سنك تبحث عن الحب والزواج، تميل إلى زميل لها، يتحول
الميل إلى علاقة، وتتوطد العلاقة حتى
يدمن كل منهما الآخر.
ثم فجأة يأتي السؤال: و بعد؟!
علاقة في مسار (اللازواج) رغم كل ما فيها من نوايا تبدو طيبة..
علاقة في الظلام، مجهولة المصير، في غمرة الحب وسكرته وتحت تأثير
سطوته وسلطانه، نسى الطرفان أو
تناسيا، أن يسألا أنفسهما هذا السؤال: وبعد؟
إذا كان ((كوب الليمون)) الذي يدعوك إله فتاك يدفع ثمنه من مال أبيه، فمتى سيتزوجك يا ترى؟!
الجميع آثمون... فلا تدفعي أنتِ الثمن؟
الآباء..أخطأوا عندما لم يربوا أبنهم على الإنفاق على نفسه، حتى إذا
جاء سن الزواج يكون قادراً على
إقامة بيت وتحمل مسئولية أسرة.
المجتمع.. أخطأ لأنه لم يكفل فرص الحياة الكريمة التي تعين الشاب
على الباءة، بل وضع شروطاً قاسية
للمهور والتجهيزات، ويعتبر من يخرج عنها شاذاً.
الأثرياء.. أخطأوا عندما لم يعملوا بقول الله تعالى: ((وَأَنكِحُوا الْأَيَامَى
مِنكُمْ)) ( النور:32)
والأيم من لا زوج له، وذلك بمساعدتهم مادياً.
الشباب..أخطأوا عندما استسلم لهذا كله ولم يتق الله واستمرأ فى
الطريق الحرام السهل .
فإن كان الكل قد أخطأ.. فلا تدفعي أنتِ الثمن من سمعتك، ودينك، وتنزلقي في علاقة خارج إطار الزواج
على أمل أو سراب أنها ستؤدي للزواج.
لا تخدعي نفسك:
لا تقولي: نحن نريد الزواج وسنستطيع السيطرة على العلاقة حتى
يتيسر ذلك، وأقول لك، وما هي الضمانات
التي تكفل هذه العلاقة
وما هي علامات الجدية التي يقدمها فتاكِ سوى الكلمات الحلوة
والأغاني الدافئة
ورسائل المحمول؟
هل دخل البيت من بابه؟
هل لديه مسكن يؤويكما كزوجين؟
هل عنده مصدر للدخل ينفق منه على بيته؟
وأقول لك:
إذا استمرت العلاقة بينكما فإنك تضعين المغناطيس بالقرب من الحديد، وإنه عندئذ سيلتصق به حتماً؛ لأن
الجاذبية (قانون) والقوانين لا تعرف المزاح!!
حافظي على نفسكِ من أول لحظة، إذا نشأ الميل العاطفي رغماً عنك
فلا تسمحي أن يتحول بإرادتك إلى
علاقة، ولكن اكتمي هذا الميل في قلبك، واحبسيه في صدرك، فهذه
المحطة الأولى هي التي يمكنك فيها
السيطرة على الأمور، أما بعد نشوء العلاقة، تصبح السيطرة أمراً
بعيداً وصعباً وتذكري..
((وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً (2) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ))
[الطلاق:2 : 3]
الزواج عن حب في الميزان:
قالوا أن 99% من حالات الزواج الناتج عن قصص حب تفشل،
وهذا خطأ.. فالحقيقة هي أن 99% من قصص الحب
لا تتحول إلى زواج أصلاً؟ وإذا تحول فإنها قد تنجح وقد تفشل... كأي زواج أخر.
متى ينجح الزواج عن حب؟
إذا روعيت باقي العوامل في الاختيار، لأن الحب وحده لا يكفي.
إذا كان كل طرف من الطرفين متحملاً للمسئولية، وجاء في تحويل
هذا الحب اللذيذ إلى حب ناضج ينمو
بالتدريج، يتحمل فيه كل طرف عيوب الآخر وظروفه وتقلبات الأيام والليالي.
متى يفشل الزواج عن حب؟
إذا لم تراعي باقي العوامل في الاختيار.
عندما يتصور كل طرف أن الزواج متعة بدون مسئولية، عندئذ فإن
[size="5"]مساحة الوهم، ستنكشف، والأقنعة ستسقط
ويسقط منها الحب والزواج