الحياء جزء من الإيمان. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الإيمان بضع وستون شعبة، والحياء شعبة من الإيمان) [متفق عليه].
بل إن الحياء والإيمان قرناء وأصدقاء لا يفترقان، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الحياء والإيمان قُرَنَاء جميعًا، فإذا رُفِعَ أحدهما رُفِعَ الآخر). [الحاكم
والحياء من الله: المسلم يتأدب مع الله -سبحانه- ويستحيي منه؛ فيشكر نعمة الله، ولا ينكر إحسان الله وفضله عليه، ويمتلئ قلبه بالخوف والمهابة من الله، وتمتلئ نفسه بالوقار والتعظيم لله، ولا يجاهر بالمعصية، ولا يفعل القبائح والرذائل؛ لأنه يعلم أن الله مُطَّلِعٌ عليه يسمعه ويراه،
وقد قال الله -تعالى- عن الذين يفعلون المعاصي دون حياء منه سبحانه: {يستخفون من الناس ولا يستخفون من الله} [النساء: 108].
ألا تستحي من الله يا عبد الله ..؟!
ألا تستحي من الله يا عبد الله ..؟!
لو هاتفك صديق عزيز، يعزُّ عليك إلا أن تجيبه .. وتلبي نداءه .. وإن لم تفعل يصيبك الحرج الشديد نحوه .. هذا حالك معه وهو مخلوق مثلك .. وفضله عليك كفضلك عليه، وربما أقل!
فكيف بذي الجلالِ والإكرام العزيز الجبار، من له الأسماء الحسنى، والصفات العليا .. لا فضل لك عليه، وفضله عليك لا يُحصى، أنت الفقير إليه وهو الغني عنك وعن غيرك
.. في كل ليلة ينزل إلى السماء الدنيا ـ نزولاً يليق بجلاله وكبريائه وعظمته ـ يناديك ـ وأنت ملتحف فراشك ـ: عبدي ها أنذا أتيتك .. ألك حاجة أقضيها لك .. استغفرني أغفر لك .. ادعني أستجب لك .. سلني أعطيك .. وأنا القادر على ذلك !
يظل يناديك بتلك الكلمات المباركات إلى أن ينفلق الفجر .. وأنت أنت .. عميق النوم .. مشدوداً إلى فراشك ولحافك .. وكأنه لم ينادك أحد !!
ألا تستحي من الله يا عبد الله .. الخالق يناديك وأنت لا تجيبه ؟!!